تقول هيفا ''مش قادرة استنى''، وأنا اقول بدوري ''مش قادرة استنى'' لأصبر أكثر على هذه الميوعة الاخلاقية والدعوات الصريحة للجنس واثارة الغرائز.. هل هذه حرية وجرأة كما وصفها البعض؟ أم هي وقاحة ما بعدها وقاحة في ظل غياب قوانين صارمة ورقابة ذات مصداقية للتصدي لتسونامي الاسفاف و الوقاحة؟...
من يرى الكليب الاخير للمسماة هيفا يقف مشدوها فارغا فاه امام ما يرى ولا اقول ما يسمع لان الكليب لا يترك فرصة للمشاهد بان يلقي بالا للكلمات ولا للحن ولا حتى للصوت النشاز. من يرى الكليب يتسائل هل هذه هي الحرية التي عصفت وتعصف بشبابنا حماة المستقبل؟ هل هذه هي الحرية التي ننتظرها لنكسر القيود على الذل واطلاق العنان لأدمغتنا وافكارنا الرائعة التي يستفيد منها الغرب حتى نغير واقعنا ونعيد امجاد امتنا المسلوبة؟ هل المسافة تبدأ من هنا من التواء الاجساد والانين والزفرات؟.. وقاحة ما بعدها وقاحة، يكفي ان الكليب لا يستطيع أحد ان يشاهده مع اسرته أو مع اشخاص يحترمهم حتى وان كان من باب النقد، أو من باب معرفة ما يجري حتى يطلع على ما يجود به الواقع المرير.
ألهذه الدرجة وصل الاسفاف والضحك على الذقون؟ باسم ماذا يا ترى باسم الجمال أم باسم الحرية ام باسم تقديم ما هو جديد ومميز؟ الحقيقة أن هذا منتهى التميز والتجديد لكن في التلفزة التي تدخل بيوت الآمنين وليس جديدا في عالم الأفلام الاباحية التي يراها البعض خلسة بعيدا عن الانظار.
يكفي استخفافا بشبابنا وبامهاتنا وباجيالنا، يكفي استخفافا بعقولنا، يكفي ايجاد المبررات لتقديم هذه السيول من العري وثقافة الاجساد والسيلكون والنفخ والشد. كل يوم تطل علينا وجوه بأشكال وألوان لا تختلف عن بعضها كثيرا وكأن الآلة الواحدة تصنع بغزارة وبكرم. صحيح ان الفضائيات لعبت دورا كبيرا في اظهار هؤلاء وفي تدهور الاذواق وبالتالي في تدهور الأمم، لكن اللوم الكبير يقع علينا نحن، نحن من نشاهد بغزارة، نحن من نعطي لهذه الفضائيات رقما قياسيا في نسبة المشاهدة، نحن من يذر الملايين على هذه الفضائيات حتى تتحفنا بالمزيد من الوجوه الكريمة التي تتفنن في اظهار تضاريس الاجساد والصدور والاوراك والافخاذ والسيقان ناهيك عن الشفاه المنفوخة والحواجب والعيون المشدودة، أما الأنوف فتتشابه كلها وكأنها رسمت بمشرط رسام واحد.
حقيقة هذا عار ستحاسبنا عليه الاجيال القادمة ان كانت هناك اجيال ستأتي. فهل في ظل تردي الاوضاع المعيشية وفي ظل التناحر والتشرد الذي يعيشه جزء لا يستهان به من اخواننا هنا وهناك في العراق وفي فلسطين وحتى في لبنان.. نجد اوقاتا كبيرة لتقديم كل هذه الخلاعة؟ أليس هناك قلب ينبض، أليس هناك ضمير يحس ويشعر بما يقاسيه الملايين من أمتنا العربية حتى نزيد من تفاقم الازمة ونقدم كل هذا؟ ماذا سيكتب عنا التاريخ الذي لا يرحم؟.. سيقول قائل ان ذلك يدخل من باب الترفيه وادخال البهجة على النفوس التي اتعبتها مناظر المآسي والاحزان التي تتحفنا بها قنوات الاخبار، ولكن الترفيه يكون بتقديم ماهو مفيد ما يعين على الخروج من كل هذه الازمات. لا بتقديم كل ماهو بعيد تماما عن الواقع الذي نعيشه، وكأن ما يحدث من دمار وويلات يتم في كوكب آخر ولمخلوقات أخرى ليست بشرا تشعر بما نشعر وتألم مثلما نألم.
أي فن هذا تستحي من متابعته ؟ اي فن هذا تستحي من نفسك ان كان في النفس شيء من الحشمة والحياء؟ اي فن هذا يدعو الى اثارة الغرائز؟ اي فن هذا يقدم دعوات صريحة للجنس؟ وما حصل مع المسماة مروة خير دليل على أن شبابنا ''مش قادر يستنى'' فقد طفح به الكيل وانطلق كالثيران المسعورة ليتخاطفوا جسم مروة التي اتحفتهم التواء وقدمت لهم الدعوات تلو الدعوات طيلة الحفل للجنس. وفور انتهاء الحفل انطلقوا نحوها ليتخاطفوا الأوراك والأثداء التي كانت تناجيهم سويعات من الزمن، فكان ذكاء منها ان تأكد ان ما حدث ليس تحرشا، وانما ترحيبا من الجمهور. ولكنه ذكاء غبي خانته دموعها وصرخاتها واستغاثاتها وهي تراقب بذعر الأيادي تتخاطف وتضغط على كل ما برز من جسدها ''السكسي''.
قبل أيام أو شهور فالامر لا يختلف كثيرا، تعرضت راقصة مصرية تدعى لوسي لاغتصاب جماعي افقدها وعيها، في بلدة بصعيد مصر، وكان جواب المغتصبين، نحن رجال ولا نستطيع رؤية جسد عار. وما حدث في مصر قبل سنة من تحرش جماعي بهيمي في أحد شوارع القاهرة، والقى البعض بمسؤولية ما حدث حينها على احدى الراقصات... وما حدث هنا وما حدث هناك.. المسؤولية تقع علينا جميعا، فنحن من سمحنا لهذه الثقافة بان تستشري بيننا، ونحن من اعطينا ارقاما لهذه القنوات للتتزايد وتتمادى في تحطيم شبابنا.
تخيلوا ان شبابا اوعزته البطالة والفقر وارتفاع تكاليف الزواج، فالزواج وتكوين اسرة بات من الاحلام المستحيلة لديه. يشاهد صباح مساء في البيت وفي المقاهي، الانواع من الكليبات ومن الاجساد التي تتلوى ومن التأوهات والأنين، شباب تكرس الكبت في نفسه، كيف سيكون وكيف سيتصرف وكيف سيخدم مجتمعه الذي يعول عليه في يوم من الايام.
''مش قادرين نستنى''، حان الوقت للنظر في هذه القنوات وما تقدمه من وقاحة، حان الوقت لسن قوانين تجرم كل من تسول له نفسه تقديم ما يخرب عقول وافكار شبابنا، حان الوقت للتعامل مع هذه القضية كأهم القضايا التي نعاني منها مثل الحروب والدمار والبكاء والضياع الذي شمل اجزاء مهمة من عالمنا. حان الوقت لنقف كلنا ونقول "مش قادرين نستنى" لأنه بكل بساطة التغيير يبدا من عندنا ومن شعورنا بمرارة ما نعيشه وبشعور ان هناك من يستغلنا ولا يحترم أذواقنا كالوحش الذي يكشف يوما عن يوم بعضا عن انيابه الفتاكة. متى نستيقظ ونفيق ونعبر ونرفض ما يقدم، أعتقد ان الوقت قد حان... و"مش قادرة استنى".
من يرى الكليب الاخير للمسماة هيفا يقف مشدوها فارغا فاه امام ما يرى ولا اقول ما يسمع لان الكليب لا يترك فرصة للمشاهد بان يلقي بالا للكلمات ولا للحن ولا حتى للصوت النشاز. من يرى الكليب يتسائل هل هذه هي الحرية التي عصفت وتعصف بشبابنا حماة المستقبل؟ هل هذه هي الحرية التي ننتظرها لنكسر القيود على الذل واطلاق العنان لأدمغتنا وافكارنا الرائعة التي يستفيد منها الغرب حتى نغير واقعنا ونعيد امجاد امتنا المسلوبة؟ هل المسافة تبدأ من هنا من التواء الاجساد والانين والزفرات؟.. وقاحة ما بعدها وقاحة، يكفي ان الكليب لا يستطيع أحد ان يشاهده مع اسرته أو مع اشخاص يحترمهم حتى وان كان من باب النقد، أو من باب معرفة ما يجري حتى يطلع على ما يجود به الواقع المرير.
ألهذه الدرجة وصل الاسفاف والضحك على الذقون؟ باسم ماذا يا ترى باسم الجمال أم باسم الحرية ام باسم تقديم ما هو جديد ومميز؟ الحقيقة أن هذا منتهى التميز والتجديد لكن في التلفزة التي تدخل بيوت الآمنين وليس جديدا في عالم الأفلام الاباحية التي يراها البعض خلسة بعيدا عن الانظار.
يكفي استخفافا بشبابنا وبامهاتنا وباجيالنا، يكفي استخفافا بعقولنا، يكفي ايجاد المبررات لتقديم هذه السيول من العري وثقافة الاجساد والسيلكون والنفخ والشد. كل يوم تطل علينا وجوه بأشكال وألوان لا تختلف عن بعضها كثيرا وكأن الآلة الواحدة تصنع بغزارة وبكرم. صحيح ان الفضائيات لعبت دورا كبيرا في اظهار هؤلاء وفي تدهور الاذواق وبالتالي في تدهور الأمم، لكن اللوم الكبير يقع علينا نحن، نحن من نشاهد بغزارة، نحن من نعطي لهذه الفضائيات رقما قياسيا في نسبة المشاهدة، نحن من يذر الملايين على هذه الفضائيات حتى تتحفنا بالمزيد من الوجوه الكريمة التي تتفنن في اظهار تضاريس الاجساد والصدور والاوراك والافخاذ والسيقان ناهيك عن الشفاه المنفوخة والحواجب والعيون المشدودة، أما الأنوف فتتشابه كلها وكأنها رسمت بمشرط رسام واحد.
حقيقة هذا عار ستحاسبنا عليه الاجيال القادمة ان كانت هناك اجيال ستأتي. فهل في ظل تردي الاوضاع المعيشية وفي ظل التناحر والتشرد الذي يعيشه جزء لا يستهان به من اخواننا هنا وهناك في العراق وفي فلسطين وحتى في لبنان.. نجد اوقاتا كبيرة لتقديم كل هذه الخلاعة؟ أليس هناك قلب ينبض، أليس هناك ضمير يحس ويشعر بما يقاسيه الملايين من أمتنا العربية حتى نزيد من تفاقم الازمة ونقدم كل هذا؟ ماذا سيكتب عنا التاريخ الذي لا يرحم؟.. سيقول قائل ان ذلك يدخل من باب الترفيه وادخال البهجة على النفوس التي اتعبتها مناظر المآسي والاحزان التي تتحفنا بها قنوات الاخبار، ولكن الترفيه يكون بتقديم ماهو مفيد ما يعين على الخروج من كل هذه الازمات. لا بتقديم كل ماهو بعيد تماما عن الواقع الذي نعيشه، وكأن ما يحدث من دمار وويلات يتم في كوكب آخر ولمخلوقات أخرى ليست بشرا تشعر بما نشعر وتألم مثلما نألم.
أي فن هذا تستحي من متابعته ؟ اي فن هذا تستحي من نفسك ان كان في النفس شيء من الحشمة والحياء؟ اي فن هذا يدعو الى اثارة الغرائز؟ اي فن هذا يقدم دعوات صريحة للجنس؟ وما حصل مع المسماة مروة خير دليل على أن شبابنا ''مش قادر يستنى'' فقد طفح به الكيل وانطلق كالثيران المسعورة ليتخاطفوا جسم مروة التي اتحفتهم التواء وقدمت لهم الدعوات تلو الدعوات طيلة الحفل للجنس. وفور انتهاء الحفل انطلقوا نحوها ليتخاطفوا الأوراك والأثداء التي كانت تناجيهم سويعات من الزمن، فكان ذكاء منها ان تأكد ان ما حدث ليس تحرشا، وانما ترحيبا من الجمهور. ولكنه ذكاء غبي خانته دموعها وصرخاتها واستغاثاتها وهي تراقب بذعر الأيادي تتخاطف وتضغط على كل ما برز من جسدها ''السكسي''.
قبل أيام أو شهور فالامر لا يختلف كثيرا، تعرضت راقصة مصرية تدعى لوسي لاغتصاب جماعي افقدها وعيها، في بلدة بصعيد مصر، وكان جواب المغتصبين، نحن رجال ولا نستطيع رؤية جسد عار. وما حدث في مصر قبل سنة من تحرش جماعي بهيمي في أحد شوارع القاهرة، والقى البعض بمسؤولية ما حدث حينها على احدى الراقصات... وما حدث هنا وما حدث هناك.. المسؤولية تقع علينا جميعا، فنحن من سمحنا لهذه الثقافة بان تستشري بيننا، ونحن من اعطينا ارقاما لهذه القنوات للتتزايد وتتمادى في تحطيم شبابنا.
تخيلوا ان شبابا اوعزته البطالة والفقر وارتفاع تكاليف الزواج، فالزواج وتكوين اسرة بات من الاحلام المستحيلة لديه. يشاهد صباح مساء في البيت وفي المقاهي، الانواع من الكليبات ومن الاجساد التي تتلوى ومن التأوهات والأنين، شباب تكرس الكبت في نفسه، كيف سيكون وكيف سيتصرف وكيف سيخدم مجتمعه الذي يعول عليه في يوم من الايام.
''مش قادرين نستنى''، حان الوقت للنظر في هذه القنوات وما تقدمه من وقاحة، حان الوقت لسن قوانين تجرم كل من تسول له نفسه تقديم ما يخرب عقول وافكار شبابنا، حان الوقت للتعامل مع هذه القضية كأهم القضايا التي نعاني منها مثل الحروب والدمار والبكاء والضياع الذي شمل اجزاء مهمة من عالمنا. حان الوقت لنقف كلنا ونقول "مش قادرين نستنى" لأنه بكل بساطة التغيير يبدا من عندنا ومن شعورنا بمرارة ما نعيشه وبشعور ان هناك من يستغلنا ولا يحترم أذواقنا كالوحش الذي يكشف يوما عن يوم بعضا عن انيابه الفتاكة. متى نستيقظ ونفيق ونعبر ونرفض ما يقدم، أعتقد ان الوقت قد حان... و"مش قادرة استنى".
الأربعاء يناير 13, 2010 8:56 am من طرف البرنسيسة
» كمان شوية مسجات مقالب
الأربعاء يناير 13, 2010 8:41 am من طرف البرنسيسة
» الرأي .. والرأي الآخر
الأربعاء يناير 13, 2010 8:29 am من طرف بنت الكوفية
» قصص كويتية
الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:50 pm من طرف البرنسيسة
» إسرائيل: حماس قامت بتجربة ناجحة لاطلاق صاروخ يبلغ مداه 60 كيلومترا
الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:39 pm من طرف البرنسيسة
» عباس يرفض إستئناف المفاوضات مع إسرائيل قبل وقف الإستيطان
الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:31 pm من طرف البرنسيسة
» صور احلى ورود حمراء
الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:29 pm من طرف البرنسيسة
» احلى صور لاحلى اطفال
الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:26 pm من طرف البرنسيسة
» مسجات للعيد ..... وللحبايب فقط........
الأحد نوفمبر 29, 2009 10:22 am من طرف البرنسيسة